ميدو 2009

الوقت الذي مثل فيه أسطورة ميلان والكرة الإيطالية باولو مالديني فريقا واحدا لـ24 عاما، تنقل أحمد حسام "ميدو" بين تسعة أندية وهو لم يتعد من العمر 26 سنة.

اتفقت الغالبية على أن انتقال ميدو إلى ويجان خطوة إيجابية إذ أنه رحل عن ناد يخشى الهبوط إلى آخر في المركز السابع، لكني لست على نفس الدرجة من السعادة.

فميدلسبره لا يختلف عن ويجان، عام في صعود بفضل إعداد جيد وآخر في هبوط لأن النجوم التي ارتقت بالفريق رحلت للأفضل، وبالفعل بدأ المتألقون في الهروب من مركبة اللاتيكس.

رحل ويلسون بلاسيوس لتوتنام وإيميل هيسكي سينتقل لأستون فيلا وعمرو زكي وأنطونيو فالنسيا في الطريق للمرحلة التي تلي ويجان، بينما ميدو اختار أن يقف محلك سر.

لست أنتقد أحمد حسام بقدر ما أعتقد أنه بحاجة للتفكير في ماضيه، أتفهم أنه لو كان وجد المكان المناسب لما رحل عنه، ولكن واضح أن تقييمه لكلمة "مناسب" ليس واقعيا.

فمنذ رحل عن آياكس في 2003، وميدو لا يكاد يقضي عاما في موقعه .. في منتصف 2003 مع سيلتا فيجو في إسبانيا، 2004 مع مرسيليا في فرنسا، 2005 مع توتي في روما ومنه رحل إلى توتنام هوتسبر في إنجلترا ليقضي موسما أساسيا وآخر بديلا ليتحرر إلى ميدلسبره.

طبعا، من الجميل أن يملك لاعبا مصريا لائحة من أكبر أندية العالم في سجله مثل آياكس وروما وتوتنام، لكن ميدو يقضي على هذا الشرف بعدم تحقيق إنجاز .. بصبره النافذ دائما.

البحث عن موقع أساسي حق مشروع لكل لاعب، لكن النادي ذو الطموح يملك قائمة تضم عددا من اللاعبين الجيدين، والناجح من يثبت نفسه بالعمل والإتقان وتحين الفرصة.

إن شعر ميدو بالظلم في بورو لأنه سجل ثم وجد نفسه بديلا، فبالمثل مدربه جاريث ساوثجيت يؤمن أنه أخذ عدة فرص، وحين لعب أساسيا لم يكن مستواه على نفس حدة طلبه بالمشاركة.

ويمكن القول إن استقرار ميدو في الدوري الإنجليزي لسنوات جعله سلعة مطلوبة دائما عند الأندية هناك، ولذا إن طبق ذات الاستقرار مع أحد الأندية سيزداد قدره في سوق الانتقالات.


يؤثر التنقل بين الأندية طوال الوقت سلبا على أي لاعب حتى لو كان زين الدين زيدان نفسه


ثم ماذا عن مردود ميدو مع المنتخب؟ لا أعتقد أن للنجم الأعسر يد فضل على فريق بلاده حتى الآن، والسبب ليس سوء الحظ بقدر ما هو فشل اللاعب في الحفاظ على مستوى ثابت لفترة طويلة.

فالتنقل بين الأندية طوال الوقت يؤثر سلبا على مستوى أي لاعب حتى لو كان زين الدين زيدان، ولذا ميدو لا يشارك مع المنتخب بذات الكم الذي يلعبه عمرو زكي أو حتى عماد متعب.

فبداية يقضي ميدو نصف وقته يحسبب الدقائق التي يلعبها ثم يطلب الرحيل ما يجعله غير محبوب عند مدربيه بداية برونالد كومان ومرورا بمارتن يول وأخيرا جاريث ساوثجيت.

ثم التنقل يجعله يغير طريقة تدريبه كثيرا وغالبا أصلا ما يغيب عن معسكرات الإعداد في بداية الموسم أو خلال فترة الراحة الشتوية، ما يؤثر على لياقته ويعرضه للإصابات المتتالية.

كما يتأخر اللاعب في التكيف مع باقي أفراد الفريق، وذلك رغم شخصيته القيادية المثيرة للإعجاب بحسب ما أجمع عليه العديد من النجوم اللذين شاركوه غرف خلع الملابس.

مثلا، يعشق غالبية المصريون أرسنال، فكم منهم سيذكر اسم نيكولاس أنيلكا لو سؤل عن أفضل فريق جاء في تاريخ المدفعجية؟ عن نفسي سألت ثمانية ولم يكن الفرنسي ضمن فرقهم.

السبب أن أنيلكا رفض البقاء مع أرسنال حتى يحفر اسمه مثل تييري هنري، بل رحل إلى ريال مدريد ثم مرأ مرور الكرام على ستة أندية في ثمانية أعوام دون سطر من النجاح.

لكن حين قرر أنيلكا الاستقرار مع بولتون، ورغم أنه ناد بلا قيمة في إنجلترا، لكن الفرنسي وصل إلى تشيلسي، والآن يتصدر لائحة هدافي الدوري ويحبس ديديه دروجبا بديلا له.

أعشق أحمد حسام ، وأملك قميصا للمنتخب عليه رقم (18) لأنه لاعب موهوب وذكي ولا سقف لطموحه، وطالما كانت تلك مشكلة عند المصريين بصفة عامة .. ولذا أتمنى أن يمر 2009 ثم 2010 وميدو "مستقر" مع ويجان حتى أجده في 2011 على القمة.